هل تعلم معنى : لا إله إلا الله
الحمد لله فاطر السماوات والأرض وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ، ونشهد أن لا إله إلا هو الله وحده لا شريك له نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، ونشهد أن الهادي محمدا عبده ورسوله جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير أما بعد :
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
وإن من كلام الله تعالى قوله : (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وإن من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم قوله فيما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من أحد يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار).
ورحمة الله واسعة لا يحدها حد ولكن فهم مراد الله لا يأتي بالأهواء بل بما دلت عليه آيات الله تعالى.
لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد جمعت الإيمان واحتوته وهي عنوان الإسلام وأساسه ، ومعناها لا معبود يستحق العبادة إلا الله وحده ، ولكن هل المراد بلا اله إلا الله مجرد النطق اللساني. إن آيات الكتاب العزيز تبين بجلاء واضح أبعاد فقه لا اله إلا الله وهي :
1- العلم بمعناها: قال تعالى (فاعلم أنه لا اله إلا الله) وفي الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يعلم أنه لا اله إلا الله دخل الجنة).
2- اليقين بها: فإن الظن لا يغني من الحق شيئا. قال تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أشهد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) وفي الصحيح أيضا أن رسول الله أرسل أبا هريرة قائلا له : (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا اله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة).
3- القبول لمقتضيات لا اله إلا الله بقلبه ولسانه ، وقد حدثنا القرآن عن المكذبين المستكبرين واستحقاقهم العذاب بذلك فقال تعالى : (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون).
4- الانقياد لما دلت عليه لا إله إلا الله ؛ المنافي لترك ذلك ؛ قال تعالى : (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له)، وقال تعالى (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور)، ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد وتتمة الآيات : (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور) فدلت الآية على أن من لم يكن منقادا إلى الله كان على الكفر، وليس من الله في شيء.
قال الإمام القرطبي في تفسيره : (ومن يسلم وجهه إلى الله) أي يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى (وهو محسن) لأن العبادة من غير إحسان ولا معرفة القلب لا تنفع ونظيره (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ..) ، وفي حديث جبريل قال: (فأخبرني عن الإحسان ؛ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك) (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال ابن عباس (لا إله إلا الله) انتهى كلام القرطبي.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وهذا تمام الانقياد وغايته.
5- الصدق: فلا بد أن يواطىء القلب اللسان ؛ أما ما يتظاهر به المنافقون فمردود ؛ قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار) . فاشترط في إنجاء هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقا من قلبه.
6- الإخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك ؛ قال تعالى: (ألا لله الدين الخالص) ، وقال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ونفسه) . وفي الصحيح أيضا قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) .
7- المحبة : فمن لوازم لا اله إلا الله المحبة لها ولمقتضياتها ، ولأهلها العاملين الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ؛ قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) . أما الكفرة فهم خلاف ذلك ؛ قال تعالى في سورة غافر: (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يُشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير).
هذا مجمل لمقتضيات لا اله إلا الله ، وهي أول واجب على المكلف وهي أول ما يسن أن يلقى في أذن الوليد! يتلقاها بفطرته فيحيا ويموت ويبعث عليها إن شاء الله ، ومن قال لا اله إلا الله محمد رسول الله فقد دخل في الإسلام وله ما لنا وعليه ما علينا ؛ لقد ضعف مفهوم لا اله إلا الله بين بعض الناس ، وبالتالي فان آثار لا اله إلا الله ضعفت في حياتهم وبقدر تمكنها في قلوبهم يحظون بالقوة والسعادة الدنيوية والأخروية ، وتوحيد الله تعالى لا بد له من جانبين :
الجانب الأول: الشهادة له بالوحدانية في ذاته وصفاته.
والجانب الثاني: قصده وإرادته وحده دون سواه في جميع العبادات.
الحمد لله فاطر السماوات والأرض وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ، ونشهد أن لا إله إلا هو الله وحده لا شريك له نعبده مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ، ونشهد أن الهادي محمدا عبده ورسوله جاء بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيدا.
عباد الله أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل وأحثكم على طاعته وأستفتح بالذي هو خير أما بعد :
فإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة
وإن من كلام الله تعالى قوله : (فاعلم أنه لا إله إلا الله) وإن من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم قوله فيما رواه معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ما من أحد يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار).
ورحمة الله واسعة لا يحدها حد ولكن فهم مراد الله لا يأتي بالأهواء بل بما دلت عليه آيات الله تعالى.
لا إله إلا الله هي كلمة التوحيد جمعت الإيمان واحتوته وهي عنوان الإسلام وأساسه ، ومعناها لا معبود يستحق العبادة إلا الله وحده ، ولكن هل المراد بلا اله إلا الله مجرد النطق اللساني. إن آيات الكتاب العزيز تبين بجلاء واضح أبعاد فقه لا اله إلا الله وهي :
1- العلم بمعناها: قال تعالى (فاعلم أنه لا اله إلا الله) وفي الصحيح عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من مات وهو يعلم أنه لا اله إلا الله دخل الجنة).
2- اليقين بها: فإن الظن لا يغني من الحق شيئا. قال تعالى (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا) وفي الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أشهد أن لا اله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة) وفي الصحيح أيضا أن رسول الله أرسل أبا هريرة قائلا له : (من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا اله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة).
3- القبول لمقتضيات لا اله إلا الله بقلبه ولسانه ، وقد حدثنا القرآن عن المكذبين المستكبرين واستحقاقهم العذاب بذلك فقال تعالى : (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون).
4- الانقياد لما دلت عليه لا إله إلا الله ؛ المنافي لترك ذلك ؛ قال تعالى : (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له)، وقال تعالى (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى الله عاقبة الأمور)، ومعنى يسلم وجهه أي ينقاد وتتمة الآيات : (ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور) فدلت الآية على أن من لم يكن منقادا إلى الله كان على الكفر، وليس من الله في شيء.
قال الإمام القرطبي في تفسيره : (ومن يسلم وجهه إلى الله) أي يخلص عبادته وقصده إلى الله تعالى (وهو محسن) لأن العبادة من غير إحسان ولا معرفة القلب لا تنفع ونظيره (ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن ..) ، وفي حديث جبريل قال: (فأخبرني عن الإحسان ؛ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك) (فقد استمسك بالعروة الوثقى) قال ابن عباس (لا إله إلا الله) انتهى كلام القرطبي.
وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به) وهذا تمام الانقياد وغايته.
5- الصدق: فلا بد أن يواطىء القلب اللسان ؛ أما ما يتظاهر به المنافقون فمردود ؛ قال تعالى: (ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون) وفي الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أحد يشهد أن لا اله إلا الله وأن محمدا عبده رسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار) . فاشترط في إنجاء هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقا من قلبه.
6- الإخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك ؛ قال تعالى: (ألا لله الدين الخالص) ، وقال تعالى: (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء) ، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه ونفسه) . وفي الصحيح أيضا قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل) .
7- المحبة : فمن لوازم لا اله إلا الله المحبة لها ولمقتضياتها ، ولأهلها العاملين الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ؛ قال تعالى (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله) . أما الكفرة فهم خلاف ذلك ؛ قال تعالى في سورة غافر: (ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يُشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير).
هذا مجمل لمقتضيات لا اله إلا الله ، وهي أول واجب على المكلف وهي أول ما يسن أن يلقى في أذن الوليد! يتلقاها بفطرته فيحيا ويموت ويبعث عليها إن شاء الله ، ومن قال لا اله إلا الله محمد رسول الله فقد دخل في الإسلام وله ما لنا وعليه ما علينا ؛ لقد ضعف مفهوم لا اله إلا الله بين بعض الناس ، وبالتالي فان آثار لا اله إلا الله ضعفت في حياتهم وبقدر تمكنها في قلوبهم يحظون بالقوة والسعادة الدنيوية والأخروية ، وتوحيد الله تعالى لا بد له من جانبين :
الجانب الأول: الشهادة له بالوحدانية في ذاته وصفاته.
والجانب الثاني: قصده وإرادته وحده دون سواه في جميع العبادات.