الحراسة وتدارك الثغرات ومتابعتها :وكان الرسول – صلى الله عليه وسلم - يختلف إلى ثلمة في الخندق. تقول عائشة رضي الله عنها: وكان يذهب إلى تلك الثلمة، فإذا أخذه البرد جاء فأدفأته في حضني، فإذا دفيء خرج إلى تلك الثلمة ويقول: ما أخشى أن تؤتي المسلمون إلا منها، فبينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في حضني صار يقول : "ليت رجلاً صالحاً يحرس هذه الثُّلْمَةَ الليلة"، فسمع صوت السلاح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:" من هذا؟". فقال سعد بن أبي وقاص: "سعد، يا رسول الله أتيتك أحرسك !".
فقال:" عليك هذه الثلمة فاحرسها" ..
ونام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى غط، وقام في قبته يصلي لأنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة"[ الحلبي 2/ 628]
ثم خرج من قبته، فقال: "هذه خيل المشركين تطيف بالخندق" .. ثم نادى :" يا عباد بن بشر" ..
قال: لبيك
قال : "هل معك أحد ؟ "
قال: نعم أنا في نفر حول قبتك يا رسول الله .
وكان ألزم الناس لقبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم يحرسها- فبعثه يطيف بالخندق، وأعلمه بأن خيل المشركين تطيف بهم [الحلبي 2/ 628]..
ولما استأخر المشركون الفتح، تَيَمّمُوا مَكَانًا ضَيّقًا مِنْ الْخَنْدَقِ ، فَضَرَبُوا خَيْلَهُمْ فَاقْتَحَمَتْ مِنْهُ فَجَالَتْ بِهِمْ فِي السّبْخَةِ بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَسَلْعٍ ، وَخَرَجَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السّلامُ - فِي نَفَرٍ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتّى أَخَذُوا عَلَيْهِمْ الثّغْرَةَ الّتِي أَقْحَمُوا مِنْهَا خَيْلَهُمْ ، فسدوا هذه الثغرة [ابن هشام 2 / 224].
إن في ذلك لعبرة لمن احتاط تمام الاحتياط ثم ترك في جُنته ثُّلمة ولو بمقدار قيد أنملة ...
وهو درس يشي باهتمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بثغور الوطن، ويحث المسلمين على الرباط والحراسة في سبيل الله فيقول : "ليت رجلاً صالحاً يحرس هذه الثُّلْمَةَ الليلة"..
وهو القائل : " عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " [ الترمذي : 1563، عن ابن عباس، وصححه الألباني ].
والحراسة في سبيل الله كالجهاد سواء بسواء، فقال – صلى الله عليه وسلم - :
" رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " [ البخاري : 2678 ، عن سهل بن سعد ] .
وتراه يقطع نومته إلى الصلاة تارة وإلى جنوده تارة أخرى محذرًا إياهم قرصنة من العدو ، قائلاً : "هذه خيل المشركين تطيف بالخندق" . . ثم نادى :" يا عباد بن بشر" – ليكلفه بمهمة المتابعة، فكان جواب الجندي لقائده – في رباط وجأش - :
" لبيك " !!!
ويْ ! هكذا لبَّاه ! فالجندي المسلم يرى طاعته لقائده عبادة يُثاب عليها، فتره يجيب قائده بأطايب الإجابات مثل : " لبيك " ، و" سمعًا وطاعة" ..
وهكذا كانت الحراسة في سبيل الله عبادة عظيمة، وسد الثغرات الحربية عبادة عظيمة ، وسرعة استجابة الجندي لقائده عبادة عظيمة .
إن هذا الجيل الفريد عاش العبادة بكل معانيها وفي كل مناحيها ... حتى النخاع.
فلقد تعلموا الحراسة في سبيل الله كما يتعلم أحدهم الصلاة، وتريضوا على سد الثغرات الأمنية كما يتريض الطفل للصيام، ولم يكن يُثْني أحدُهم عِطْفه – في قِحة – عند تلقي التعليمات والتكليفات، بل كانت كلمة الطاعة تنطق بها كل ذرة في أنفسهم . لبيك ، لبيك ....
****
فا ياشباب ! قد كثرت ثُّلمات الأُمة فمن الحارس ؟ وقد كثرت ثغرات المسلمين فمن الفارس ؟ فامضوا إلى كتيبة التوحيد منيبين، في مجتمع الإيمان والإخاء منضبطين، ولا تُفزعنكم رسائل العدو ونفثه ونفخه، أنتم أقوياء بالله ولو حاصركم أهل الأرض !
نقلاً عن موقع رسالة الإسلام
فقال:" عليك هذه الثلمة فاحرسها" ..
ونام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى غط، وقام في قبته يصلي لأنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة"[ الحلبي 2/ 628]
ثم خرج من قبته، فقال: "هذه خيل المشركين تطيف بالخندق" .. ثم نادى :" يا عباد بن بشر" ..
قال: لبيك
قال : "هل معك أحد ؟ "
قال: نعم أنا في نفر حول قبتك يا رسول الله .
وكان ألزم الناس لقبة رسول الله -صلى الله عليه وسلم يحرسها- فبعثه يطيف بالخندق، وأعلمه بأن خيل المشركين تطيف بهم [الحلبي 2/ 628]..
ولما استأخر المشركون الفتح، تَيَمّمُوا مَكَانًا ضَيّقًا مِنْ الْخَنْدَقِ ، فَضَرَبُوا خَيْلَهُمْ فَاقْتَحَمَتْ مِنْهُ فَجَالَتْ بِهِمْ فِي السّبْخَةِ بَيْنَ الْخَنْدَقِ وَسَلْعٍ ، وَخَرَجَ عَلِيّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ - عَلَيْهِ السّلامُ - فِي نَفَرٍ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ حَتّى أَخَذُوا عَلَيْهِمْ الثّغْرَةَ الّتِي أَقْحَمُوا مِنْهَا خَيْلَهُمْ ، فسدوا هذه الثغرة [ابن هشام 2 / 224].
إن في ذلك لعبرة لمن احتاط تمام الاحتياط ثم ترك في جُنته ثُّلمة ولو بمقدار قيد أنملة ...
وهو درس يشي باهتمام رسول الله - صلى الله عليه وسلم – بثغور الوطن، ويحث المسلمين على الرباط والحراسة في سبيل الله فيقول : "ليت رجلاً صالحاً يحرس هذه الثُّلْمَةَ الليلة"..
وهو القائل : " عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ " [ الترمذي : 1563، عن ابن عباس، وصححه الألباني ].
والحراسة في سبيل الله كالجهاد سواء بسواء، فقال – صلى الله عليه وسلم - :
" رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا الْعَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ الْغَدْوَةُ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا " [ البخاري : 2678 ، عن سهل بن سعد ] .
وتراه يقطع نومته إلى الصلاة تارة وإلى جنوده تارة أخرى محذرًا إياهم قرصنة من العدو ، قائلاً : "هذه خيل المشركين تطيف بالخندق" . . ثم نادى :" يا عباد بن بشر" – ليكلفه بمهمة المتابعة، فكان جواب الجندي لقائده – في رباط وجأش - :
" لبيك " !!!
ويْ ! هكذا لبَّاه ! فالجندي المسلم يرى طاعته لقائده عبادة يُثاب عليها، فتره يجيب قائده بأطايب الإجابات مثل : " لبيك " ، و" سمعًا وطاعة" ..
وهكذا كانت الحراسة في سبيل الله عبادة عظيمة، وسد الثغرات الحربية عبادة عظيمة ، وسرعة استجابة الجندي لقائده عبادة عظيمة .
إن هذا الجيل الفريد عاش العبادة بكل معانيها وفي كل مناحيها ... حتى النخاع.
فلقد تعلموا الحراسة في سبيل الله كما يتعلم أحدهم الصلاة، وتريضوا على سد الثغرات الأمنية كما يتريض الطفل للصيام، ولم يكن يُثْني أحدُهم عِطْفه – في قِحة – عند تلقي التعليمات والتكليفات، بل كانت كلمة الطاعة تنطق بها كل ذرة في أنفسهم . لبيك ، لبيك ....
****
فا ياشباب ! قد كثرت ثُّلمات الأُمة فمن الحارس ؟ وقد كثرت ثغرات المسلمين فمن الفارس ؟ فامضوا إلى كتيبة التوحيد منيبين، في مجتمع الإيمان والإخاء منضبطين، ولا تُفزعنكم رسائل العدو ونفثه ونفخه، أنتم أقوياء بالله ولو حاصركم أهل الأرض !
نقلاً عن موقع رسالة الإسلام